ابن القوطية (الوفاة 367هـ)

بِسْــــــــــــــــمِ اﷲِالرَّحْمَنِ الرَّحِيم


🏷️ ابن القوطية (الوفاة 367هـ):
أبو بكر محمد بن عمر القرطبي المعروف بابن القوطية (المتوفي عام 367 هـ) مؤرخ ولغوي وأديب عربي أندلسي. مؤرخ، من أعلم أهل زمانه باللغة والأدب. أصله من إشبيلية، ومولده ووفاته بقرطبة. كان شاعرًا إلا أنه ترك الشعر في كبره.


❅ سيرته:
ولد أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم في قرطبة، لأسرة تنحدر من سارة القوطية زوجة جده عيسى بن مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز وحفيدة ويتزا ملك القوط الغربيين التي كانت قد وفدت على هشام بن عبد الملك في دمشق متظلمة من عمها، فزوّجها من ابن مزاحم وانتقل بها إلى الأندلس، فأصبح أبنائها يسمون ببني القوطية. كان أبوه قاضي إشبيلية للخليفة الناصر. طلب ابن القوطية الفقه والحديث والأدب في إشبيلية وقرطبة، إلا أنه برع أكثر في علوم اللغة ورواية التاريخ.

أثنى عليه ابن الحذاء وابن عبد البر فعدّوه أعلم أهل زمانه باللغة والنوادر والشعر. وحين سأل الخليفة الحكم المستنصر بالله أبا علي القالي الوافد من الشرق عن أعلم الناس بعلوم اللغة في الأندلس، أجابه القالي بأنه محمد ابن القوطية.كان ابن القوطية أيضًا فقيهًا حافظًا للحديث، حيث سمع من قاسم بن أصبغ ومعظم شيوخ عصره. إلا أن ابن الفرضي قال بأنه: «لم يكن ضابطًا لروايته في الحديث والفقه.» ألف ابن القوطية كتاب «تصاريف الأفعال» وهو أول كتاب يتناول الأفعال الثلاثية والرباعية، و«المقصور والممدود» و«شرح رسالة أدب الكاتب» و«تاريخ افتتاح الأندلس» الذي قال عنه الذهبي أنه: «كان يمليه من صدره غالبًا.»قال ابن فرحون عنه أنه: «كان شاعرًا صحيح الألفاظ واضح المعاني. إلا أنه ترك الشعر في كبره.» وقال الذهبي أنه ترك الشعر تنسّكًا وزهدًا.توفي أبو بكر بن القوطية في 23 ربيع الأول 367 هـ في قرطبة.

❅ تصانيفه:
وعن تصانيفه فهو أول من صنّف في الأفعال وتصاريفها، ويعرف بكتاب «الأفعال الثلاثية والرباعية»، وهو مطبوع، ومن الجدير ذكره أنّ لابن القطاع السعدي الصقلي (ت. 514هـ) كتاباً في الأفعال أيضاً، وتأليفه أجود من أفعال ابن القوطية؛ لأنه ذكر فيه ما أغفله ابن القوطية وزاد عليه بأن هذّبه، وكان ابن القوطية قد قصد الإيجاز حتى أخلّ في كثير من المواضع.

❅ ومن كتبه:
• «المقصور والممدود»،
• شرح رسالة أدب الكتّاب.
• كتاب «تأريخ افتتاح الأندلس»
كتاب «تأريخ افتتاح الأندلس»، وهو مطبوع الآن، وكان يمليه من صدره غالباً، وهو كتاب حسن في بابه. يعكس العديد من المعلومات التاريخية والسردية، بشكل كبير، فخره بمحتده الملكي القوطي. لذلك، ففكرة الفتح الإسلامي لهسپانيا (الأندلس) تختلف بشكل كبير عن باقي الكتاب، مثل الرازي.

ويدافع الكتاب عن أهمية العهد المعقود بين الفاتحين والعائلة المالكة القوطية، في الفتح الإسلامي للأندلس عام 711 وما تلاه، وعهود شبيهة مع أعضاء الادارة المدنية والكنسية والأرستقراطية القوطية. وقد نصت تلك الاتفاقيات على سريانها على موقعيها من السكان الأصليين ووكذلك على نسلهم ويجيء في مناصبهم، والحفاظ على أملاكهم الشاسعة التي كانوا يملكونها من قبل سنة 711.

فيعرض الكتاب أن أصول الفتح العربي للأندلس، على عكس ما يقول به الرازي، لم تلعب فيها الحملات العسكرية الإسلامية دوراً رئيسياً. بل يصر المؤلف أن الفتح قام على العلاقات الناشئة بين السكان الجدد المسلمين الذين أتوا إلى الأندلس وبين السكان الأصليين الهسپان والقوط. كما ينفي الكتاب أن أمراء الأندلس كانوا يحتجزون ضريبة الخمس ليرسلوها للخليفة في دمشق. ليوضح ذلك، قام ابن القوطية في بعض المشاهد، بإيضاح أن أبناء الملك القوطي ويتيزا لم يترددوا في تغيير بعض التفاصيل عن مشاركتهم في الأيام التالية مباشرة لمعركة وادي لكة.

وبالتأكيد فإن رواية ابن القوطية عن انتصار المسلمين على الاسبان الأصليين تؤكد على أهمية الاتفاقيات المعقودة. ويختلف ذلك التأريخ بشكل كبير مع مؤرخي البلاط الأموي، الذين اِنصبـَّت رواياتهم على الأسلحة والتشكيلات القتالية لتبرير الهيمنة على الأندلس من قِبل أمويي قرطبة.

كتاب تأريخ افتتاح الأندلس بقي منه مخطوطة واحدة فقط، رقم 1867 في المكتبة الوطنية الفرنسية. وقد يكون هناك نسخة أخرى محفوظة في قسنطينة، الجزائر، ضمن المجموعة القيمة من "سي حمودة"، إلا أن الأبحاث الأخيرة تجعل من ذلك أمراً غير محتمل.

📥 تحميل كتب ومؤلفات ابن القوطية (PDF)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
❅ المراجع:
ياقوت الحموي 1993، صفحة 2592
الزركلي ج6 2002، صفحة 311-312
ابن خلكان 1972، صفحة 370
ابن فرحون ج2 1972، صفحة 217
المكتبة الشيعية - لسان الميزان لابن حجر العسقلاني - (محمد) بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن مزاحم الأندلسي أبو بكر المعروف بابن القوطية نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
ابن خلكان 1972، صفحة 369
ياقوت الحموي 1993، صفحة 2593
ابن الفرضي 1966، صفحة 76
ابن فرحون ج2 1972، صفحة 218
إسلام ويب - المكتبة الإسلامية - سير أعلام النبلاء للذهبي - ابن القوطية نسخة محفوظة 15 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
ابن الفرضي 1966، صفحة 77

❅ المصادر:
الزركلي، خير الدين (2002). الأعلام. دار العلم للملايين، بيروت.
ابن فرحون (1972). الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - الجزء الثاني. مطبعة المدينة.
ابن الفرضي، أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف (1966). تاريخ علماء الأندلس. الدار المصرية للتأليف والترجمة.
ابن خلكان، أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر (1972). وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. دار الكتب العلمية، بيروت.
الحموي، ياقوت (1993). معجم الأدباء - إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب. دار الغرب الإسلامي.

● انضموا إلينا عبر facebook ● أو عبر telegram ● أو عبر instagram ● أو عبر twitter
تلتزم المكتبة بحفظ حقوق الملكية الفكرية للجهات والأفراد; وفق نظام حماية حقوق المؤلف. لقد تم جلب هذا الكتاب من (بحث Google) أو من موقع (archive.org) في حالة الإعتراض على نشره الرجاء مراسلتنا عن طريق بلغ عن الكتاب أو من خلال صفحتنا على الفيسبوك
رجاء دعوة عن ظهر غيب بالرحمة والمغفرة لى ولأبنتى والوالدىن وأموات المسلمين ولكم بالمثل
إذا استفدت فأفد غيرك بمشاركة الموضوع ( فالدال على الخير كفاعله ) :

إرسال تعليق

● إبحث عن كتاب أو مُؤلف

● صفحتنا على الفيسبوك

● المتابعون

● قم بدعمنا والتبرع بمبلغ صغير

● المشاركات الشائعة

● أرشيف المدونة الإلكترونية

 
Copyleft © lisanarb 2023. مكتبة لسان العرب - All lefts Reserved